صَدِيقَتَانِ مِنْ تَلِّ السَّمَادِلِ
صَدَاقَةٌ مُتَمَيِّزَةٌ تَجْمَعُ بَيْنَ بِنْتَيْنِ بِالعُمْرِ نَفْسِهِ. هٰاتَانِ الصَّدِيقَتَانِ هُما: ابْتِسَامُ الَّتِي تَعِيشُ فِي قَرْيَةِ تَرْشِيحَا، وَيَعِلَا الَّتِي تَسْكُنُ فِي كِيبُوتْس حَانِيتَا. تُحِبَّانِ الرَّسْمَ وَاللَّعِبَ وَالتَّنَزُّهَ سَوِيَّةً، وَتَشْعُرَانِ بِأَنَّ الحَظَّ يُرَافِقُهُمَا لِأَنَّهُ جَمَعَهُمَا. يَعِلَا وابْتِسَامُ تَتَشارَكَانِ فِي الحَدِيثِ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ يَخُصُّهُمَا.. كُلِّ شَيْءٍ حَقًّا، إِلَى أَنْ تُوَاجِهَ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا حَدَثًا، يَصْعُبُ عَلَيْهَا إِخْبَارُ صَدِيقَتِهَا المُقَرَّبَةِ عَنْهُ.
وَتَكْتَشِفَانِ مَعًا بِأنَّ صَدَاقَتَهُمَا غَيْرُ مَقْبُولَةٍ عَلَى الجَمِيعِ. وَبِالأَحْرَى- الصَّدَاقَةُ بَيْنَ بِنْتٍ يَهُودِيَّةٍ وَبِنْتٍ عَرَبِيَّةٍ لَا يُرَحَّبُ بِهَا عِنْدَ المُعْظَمِ. تُحَاوِلُ ابْتِسَامُ وَيَعِلَا فَهْمَ السَّبَبِ.. لٰكِنْ، حِينَمَا تَشْرَعَانِ فِي الوُصُولِ إِلَى الإِجَابَاتِ، تَصْطَدِمَانِ بِعَقَبَةٍ لَمْ تَتَوَقَّعَاهَا مِنْ قَبْلُ.
مِنْ مَنْظُورِ الصَّدِيقَتَيْنِ، تُسْرَدُ حِكَايَاتُ الشَّعْبَيْنِ اللَّذَيْنِ يَعِيشَانِ مَعًا فِي البِلَادِ، وَتَتَشَابَكُ هٰذِهِ القِصَصُ. وَتَتَرَدَّدُ صَدَى الذِّكْرِيَاتِ المَحْفُوظَةِ عَنِ المَصَاعِبِ والبُطُولَاتِ مِنْ حَيَاةِ جَدَّتَيْهِمَا- مَاجِدَةَ وسَمِيرَةَ.
بِلُغَةٍ انْسِيَابِيَّةٍ، ذَاتِ حِسٍّ طُفُولِيٍّ وَبَاسِمٍ، تَمَكَّنَتِ الدُّكْتُورَةُ مِيخَال بَاتْ أُور مِنْ تَنَاوُلِ مَوْضُوعٍ مُرَكَّبٍ وَمَشْحُونٍ، دُونَ السُّقُوطِ بِأَيِّ خَطَأٍ- فِيمَا يَرْتَبِطُ بِأَوْجُهِ التَّشَابُهِ وَالاخْتِلَافِ بَيْنَ الصَّدِيقَتَيْنِ، وَبَيْنَ الشَّعْبَيْنِ.
تُشْعِلُ هٰذِهِ الصَّدَاقَةُ الرَّغْبَةَ فِي إِيجَادِ طَرِيقَةٍ لِلْعَيْشِ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ، عَلَى الرَّغْمِ مِنَ الأَعْبَاءِ وَالعَرَاقِيلِ الَّتِي تَجْعَلُ الأَمْرَ عَسِيرًا وصَعْبًا.
تَزْخَرُ الكِتَابَةُ بِمَشَاهِدَ مِنَ الطَّبِيعَةِ الجَلِيلِيَّةِ وَعِشْقِ الأَرْضِ، كَمَا أَنَّهَا تَتَرَافَقُ بِرُسُومٍ تَوْضِيحِيَّةٍ أَصْلِيَّةٍ وَفَرِيدَةٍ بِرِيشَةِ مُؤَلِّفَةِ الكِتَابِ، وَالَّتِي تُحَفِّزُ القَارِئَ وَتُمَتِّعُ نَاظِرَهُ، وَتَحُثُّهُ عَلَى اللَّمْسِ والاقْتِرَابِ.
مِيخَال بَات أُور
مِيخَال بَاتْ أُور تَسْكُنُ في الجَلِيلِ الغَرْبِيِّ، مُعَالِجَةٌ بِالفُنُونِ، وَمُحَاضِرَةٌ وَبَاحِثَةٌ فِي جَامِعَةِ حَيْفَا.